مسرحية «نديمة» لعلي صطوف..غسالة الدم تاريخ المقال: 18-10-2014 01:46 AM
تعيدنا مسرحية «نديمة - 16- 30 - أكتوبر - مسرح القباني» إلى عروض المونودراما السورية التي لطالما كانت أقرب إلى الفن الشخصي كالتشكيل والشعر منها إلى التجربة الفنية الجماعية، لكنها في العرض الذي كتبه وقام بإخراجه الفنان علي صطوف تأخذنا أيضاً إلى عرضٍ تتضافر فيه كل عناصر المسرحة من إخراج وتمثيل وإضاءة وأزياء وموسيقى مع حكاية « نديمة - روبين عيسى» المرأة السورية التي تعرضت للتهجير القسري من بيتها؛ فكانت من بين آلاف العائلات التي ذاقت آلام النزوح الداخلي؛ لتستقر بعد فقدانها لأفراد عائلتها من زوجٍ وأبناء في قبو إحدى الأبنية؛ وذلك مقابل عملها في غسيل الثياب لسكان هذا البناء. من هنا تبدأ مفارقات كثيرة زاوج عبرها كاتب ومخرج العرض من خلال استعارة الملابس التي تغسلها الشخصية بين حيوات مختلفة لأصحاب هذه الملابس. لكن لا حدود فاصلة بين الحكايات التي تنبلج من الثياب المغسولة وبين ماضي «نديمة» الفتاة الفقيرة التي تزوجت باكراً من رجلٍ عقيم ومتجبر، دفع بها إلى بيوت الدعارة واهباً جسدها الشاب لرفاقه ومريدي الرقص الشرقي؛ حيث يخبرنا زمن العرض-»50 دقيقة» والذي أنتجته وزارة الثقافة - مديرية المسارح والموسيقى أن «نديمة» تتحول إلى «مهجة» الراقصة المغناج والمضطربة نفسياً؛ فبين تقلبها تحت أجساد رجال لا تعرفهم، وثياب نساء وأطفال ورجال البناية يصبح الجمهور أمام قصص متشابكة ومتداخلة كتداخل حبال الغسيل الذي ملأ فضاء الخشبة، غسيل لا يبدو ومنذ اللحظة الأولى للعرض أنه غسيل شرطي، بل هو غسيلٌ وطني مطبوخٌ بالدم على نار الحرب، لا بالماء والصابون بل بدماء من قضوا في مختلف المدن والبلدات السورية، خصوصاً فاتحة العرض التي استهلته الشخصية برمي البطاقة الشخصية لها « الهوية» في حوض من الماء. |
Copyright © theater.gov.sy - All rights reserved 2024 |