#وزارة_الثقافة #مديرية_المسارح_والموسبقا تقيم #مهرجان_مسرح_الطفل لعام 2024 اعتبارا من 12-1-2024
#دمشق مسرحية (أخوة الجنون) بمناسبة يوم المسرح العربي على خشبة #مسرح_الحمراء
إعلان عن مسابقة النصوص المسرحية – الدورة الرابعة
#وزارة_الثقافة #مديرية_المسارح_والموسيقا احتفالاً بيوم الجاز العالمي تقدم Brass Temper 30نيسان على مسرح الحمراء ، الساعة السابعة مساءً

"هدنة" .. ذاتية البوح وجمعية الرسائل تاريخ النشر: 15 أيار 2015 | 18:08 نجوى صليبه -تشرين أونلاين

 

"هدنة" .. ذاتية البوح وجمعية الرسائل

 

    تاريخ النشر: 15 أيار 2015 | 18:08

 

نجوى صليبه -تشرين أونلاين

 

بعد عناء، يصل "هادي - يامن سليمان" إلى الموقع المطلوب ويعلم قائده بسيطرته على هذه النقطة الاستراتيجة، خاتماً مكالمته بالقول: "الله الحامي سيدي"، يبدأ بتجهيز محرسه الصغير وتحصينه ببضع أكياس من الرمل، لمواجهة إرهاب من اخترقوا سلام البلد وأمنه واستقراره، ودمّروا طموح الشباب وأحلامه البسيطة.

هناك، وبينما تبث إذاعة "شام اف ام" –راعية العمل- أغنية "أمنلي بيت" للطيفة التونسية، وفي هدنة مع الذات يختلف "هادي" مع حبيبته "مريم – نسرين فندي" على موقع منزل المستقبل وعلى تفاصيله الصغيرة، رغم الدمار والخراب الذي خلفته الحرب، وتبقى خلافات بسيطة تجاه خلافه مع عمّ حبيبته "أدهم - جمال نصار" الذي تكفل بتربيتها ورعايتها لحين انتهائها من دراسة الفنون الجميلة، خلاف اتفقا لاحقاً على أنه خلاف مصطلحات لا أكثر، خلاف كان في الماضي على لعبة ورق – والحديث لمريم - أو على فتاة يحلمون في أن تكون شريكة الحياة وأم الأولاد وملكة المنزل الذي يجب أن يكون نظيفاً على الدوام من كل الأوساخ – كما يتذكر "هادي" حديث والدته لينا حوارنة - تجنباً فالصرصور الواحد يخلف صراصير، مايعني خرق قوانين المنزل المثالي القائم على النظافة والالتزام بالقواعد الضرورية لكل مؤسسة.

"هدنة" عرض مسرحي، ذاتي الوجع، جمعي الرسائل، أخرجها إلى الحياة مأمون الخطيب، وصاغها عدنان أزروني، لتصل إلى شباب سوري متعطش لأن يرى ذاته ووجعه وألمه على خشبة مسرح الحمراء في أمسيات عديدة من أماسي دمشق العريقة، بوح ورسائل واضحة صريحة شفافة لايحتاج المرء لأن يجهد نفسه في اكتشافها.

هناك في ذاك المحرس الذي لا يقي البرد و الحر، ستحضر "هادي" نصائح والده المقموع "غسان الدبس" في أنّ الرجال أفعال لا أقوال، وأنّ الـ"لاءات" التي قالها في حياتها لم تكن سوى كذب.

لينتقل بعدها إلى جدل نسائي بين والدته ووالدة مريم "هند - رنا جمول"واختلاف وجهات النظر في الحياة الاجتماعية واختلاف نصائحهن إلى عروس المستقبل بين أن تكون صادقة ونظيفة وبين أن تقول نعم في الظاهر وتفعل ماتفعل في الخفاء، طبعأً مع التذكير هنا بحرص الكاتب والمخرج على إظهار الأسباب التي دفعت كل سيدة إلى ماتوصلت إليه من قناعات، إذ يظهر الظروف الاجتماعية التي عانتها "هند" من إجبارها على الزواج من الأخ الأكبر للرجل الذي تحب، والقوانين التي تحرص "أم هادي" على اتباعها ومدى جدواها في تنظيم أسرتها النظيفة الصغيرة المتحابة.

وتعود "مريم" مجدداً إلى "هادي" ويستذكر اعتراضها على غرفة استقبال الضيوف ووسعتها، منتقدة بذلك عاداتنا في حب استقبال أكبر عدد من الضيوف وإضاعة الوقت في الأحاديث السخيفة فقط، مذكّرة إياه بصديق عمره "عمار- أسامة تيناوي" الشاب المرح المتفائل دائماً، "عمار" الذي مات وهو يضحك".

تطول الهدنة هنا، وتتدفق الذكريات التي جمعت الشابين "هادي" و"عمار" في حارات دمشق القديمة، ويسترسل "عمار" في التذكر بما كانت عليه سابقاً حارات تضج بالحياة والحب والأمل، حارات تجمع كل السوريين على اختلاف مشاربهم، إطالة لم تكن ضرورية، فمجرد الإشارة بعبارة واحدة أو حتى بكلمة إلى دمشق القديمة كفيلة بأن يشارك الجمهور الذي ملأ الصالة برسم صورته الخاصة واسترجاع ذكرياته الجمعية التي صفق لها ليس في دمشق القديمة فحسب بل في كل مدينة من مدن سورية العريقة