#وزارة_الثقافة #مديرية_المسارح_والموسبقا تقيم #مهرجان_مسرح_الطفل لعام 2024 اعتبارا من 12-1-2024
#دمشق مسرحية (أخوة الجنون) بمناسبة يوم المسرح العربي على خشبة #مسرح_الحمراء
إعلان عن مسابقة النصوص المسرحية – الدورة الرابعة
#وزارة_الثقافة #مديرية_المسارح_والموسيقا احتفالاً بيوم الجاز العالمي تقدم Brass Temper 30نيسان على مسرح الحمراء ، الساعة السابعة مساءً

بحث متقدم
تشرين
22/01/2015

دفاعاً عـن الأخـلاق والحـب
مهـرجـان مسـرح الطفـل.. رؤى جمالية بنكهــة الفرح
ديما الخطيب

بحث متقدم تشرين 22/01/2015 دفاعاً عـن الأخـلاق والحـب مهـرجـان مسـرح الطفـل.. رؤى جمالية بنكهــة الفرح ديما الخطيب

 
تشرين
22/01/2015
 

دفاعاً عـن الأخـلاق والحـب

مهـرجـان مسـرح الطفـل.. رؤى جمالية بنكهــة الفرح


يعدّ المسرح واحداً من أهم الوسائل التربوية والتعليمية، التي تسهم في التنمية الفكرية والذهنية والاجتماعية والنفسية السليمة للطفل، وقد أشار العديد من علماء النفس عبر التاريخ إلى أهمية المسرح في تحقيق الثقافة البصرية واستثارة الخيال، وتنمية مواهبه وإبداعاته، فهو وسيلة لإكساب الطفل مصادر المعرفة المختلفة، إلى جانب ما يقدمه من قيم أخلاقية وتربوية عالية توقف التلفاز عن تقديمها منذ أعوام، واستبدلها ببرامج الحرب والاقتتال وتشويه الواقع وتثبيط الخيال، والابتعاد عن المثل والقيم الاجتماعية العليا.
فهل عاد مسرح الطفل إلى موقعه الصحيح أستاذاً ومربياً؟ ربما مازال مسرح الطفل في سورية قاصراً على مجرد محاولة في القيام بهذا الدور الرائد والخطر، ولكن مجرد المحاولة هذه تحسب له.
وزارة الثقافة- مديرية المسارح والموسيقا، أقامت مهرجان مسرح الطفل في عطلة الربيع من كل عام، في مختلف محافظات القطر: دمشق، حلب، السويداء، اللاذقية، طرطوس، حماة، إدلب، حمص، الحسكة، والقامشلي.
دمشق الفنون
عروض مسرحية جُهزت لأجلها عدة مسارح احترافيّة، مسرح الحمراء ومسرح القباني ومسرح العرائس، إلى جانب المراكز الثقافية في كفرسوسة والمزة والميدان، ومن المسرحيات المشاركة، حذاء الطنبوري، مملكة الحكمة، سكان البحر، مغامرة في الأمازون، وغيرها تنوعت بين الدمى المتحركة والشخوص المسرحية والعروض الراقصة، وتنقلت بين القصة المحكيّة والمغامرة والتغني بالتراث السوري، إلى جانب الأنشطة الموازية التي رافقت المهرجان، كمعرض الدمى و«الأفيشات» الخاصة بالمسرحيات السابقة، ومعرض للرسومات الخاصة بالأطفال، وورشة عمل لرسم الأطفال، وممثل يروي مسرحية للأطفال، ودورة لتعليم تصنيع الدمى، إضافة إلى فرقة كشافة للترحيب بالضيوف.
جهودٌ تضافرت، من فنيي موسيقا وإضاءة وديكور وأزياء، ومدربي رقص ومخرجين وممثلين، أثبتوا بما لا يدعو إلى الشك أن وزارة الثقافة تقف على الطريق الصحيح في إعادة الحياة إلى مسرح الطفل، فهل ستتابع السير في هذا الطريق، أم ستكتفي بالوقوف حيث هي إلى أجلٍ غير مسمى؟
ثقافة بصرية
محمود عثمان مدير مسرح الطفل والعرائس أعرب لـ«تشرين» عن سعادته بعودة المهرجان إلى بهجته السابقة، مؤكداً: «اليوم نستطيع أن نقول لأطفالنا، ثقافة الحياة أقوى من ثقافة الموت، فالحياة مستمرة، وهذه السنة سنقف ونبني حياتنا من جديد بقوة وعزم ومحبة للوطن، هذه رسالتنا للسوريين جميعاً ولأطفالنا خصوصاً في هذا المهرجان لهذا العام».
وعن الثقافة البصرية التي يستطيع المسرح- دون التلفاز- تقديمها يقول عثمان: مسرح الأطفال أشبه بالسينما، حيث تشترك فيه الفنون التشكيلية مع الإضاءة مع الأزياء والغناء والرقص، وتتضافر كل الفنون مع بعضها لتقديم لوحة بصرية جميلة ومفيدة، أما الفرق بين التلفاز والمسرح فالخطأ في المسرح غير وارد، لأن الجمهور يعطينا ردة فعل مباشرة وتفاعلية تحقق إما نجاحاً أو فشلاً مباشراً للعرض، وهذا ما يميز المسرح عن بقية الفنون.
بدوره مجد أحمد مدير فرقة أجيال تحدث عن العرض الذي قدمته فرقة «أطفال أجيال»: «العرض بعنوان «يا شام» وتضمن لوحات راقصة تتحدث عن الشام وأبوابها، مدموجة بلوحات لرقص «المولوية» والرقص الفلكلوري، والباليه، في توليفة جميلة وبسيطة تحمل الكثير من المشاعر التي تعتري جميع السوريين نحو وطنهم».
وعن دور المسرح الراقص في إخراج الطفل من عالم التكنولوجيا المغلق يقول أحمد: «هذه بالضبط رسالة فرقتنا، وهي تقديم فكرة هادفة لكل العائلة بأسلوب شائق وجميل وحضاري، يبعد الأطفال عن الإنترنت ووسائله، ويدخلهم عوالم جديدة خيالية جميلة وهادفة، تُعرفهم بفلكلور بلدهم، وتغني ثقافته البصريّة، من خلال فن مسرحي راق وهادف».
وسيلة تعليمية
مسرحية «مملكة الحكمة» من إخراج هيثم قاسم، وعن قصةٍ محكية ومتوارثة، تناولت بأسلوب شائق وبسيط أهمية المعرفة، وضرورة التروي قبل اتخاذ أي قرار مهما كان بسيطاً.
تضافر الغناء والديكور والرقص المسرحي مع التمثيل الاحترافي للشخوص والعرائس، في عمل بسيط وعميق، حمل أفكاراً تربوية وأخلاقيّة هادفة، تخلله أخطاء فنيّة بسيطة في الصوت والإضاءة، كانت متوقعة في العرض الأول لأي عمل.
مخرج مسرحية «مملكة الحكمة» هيثم قاسم تحدث عن المسرحية التي أخذها من قصة شعبية تحكى للأطفال، ويقول: «هي دعوة للدراسة والعلم والمعرفة والحكمة، وعدم اتخاذ أي قرار من دون التفكير فيه».
عن أهمية المسرح في هذه الفوضى التقنية يقول قاسم: «الملاحظ عند الطفل أنه يحب الفرجة الحيّة المباشرة، والمسرح هو الفن الوحيد الحي والمباشر، الذي يتفاعل مع الطفل بشكل مباشر ومتبادل، ومن هنا أريد الإشارة إلى ضرورة تغذية مسرح الطفل ودعمه بشكل أكبر، بحيث لا يقتصر على المواسم وحسب، بل يجب أن نقيم مسرحاً للطفل على مدار السنة، وبأكبر عدد ممكن من المدارس، واقترح أن يصبح مسرح الأطفال مادة تعليمية تُعطى بشكل دوري في المدارس، بحيث يستخدم كوسيلة تعليمية لتلقين جميع أنواع المعارف والعلوم بطريقة سهلة وممتعة»

مرحلة الاكتشاف

الفنان مأمون الفرخ، كان بطل مسرحية «مغامرون في الأمازون» فتجول في الغابة مع أصدقائه الغزالة والقطة والدجاجة، في فريق عمل متكامل وجميل، تضافرت فيه الموسيقا والأغاني والديكور والإضاءة، مع التمثيل الاحترافي لشخوص حقيقية تحاور دمى متحركة، بطريقة مبهجة وجذابة، تحثّ الأطفال للسفر في عالم جميل من الخيال، بلغة عربية سليمة وبسيطة، تحمل الكثير من الأفكار التربوية الهادفة كالتعاون، والصدق، والتسامح، والمحبة، والمحافظة على البيئة.
عبد السلام بدوي مخرج المسرحية تحدث عن أهمية هذه المرحلة العمرية لدى الأطفال، ويقول: «في مرحلة الاكتشاف، تكون رؤية الأطفال صحيحة، وأذنهم نظيفة، وذهنهم صافياً وسليماً، يعتمدون على التحليل البسيط، ويتلقون المعلومات بسهولة ويخزنونها بسلاسة، وفي هذا العرض، أحببنا أن نقدم أفكاراً عميقة أخلاقيّة وتربويّة وتعليميّة، تحضّ على التعاون وإلغاء الأنا، وكسر حالة الإيهام عند الطفل، الذي يستطيع اليوم أن يتواصل مع دميته التي تحاوره، وتقدم له الحكاية الملأى بالأفكار الهادفة، ولكن بأسلوب بسيط يفهمه الطفل ويستوعبه».
وعن مزج تمثيل الشخوص مع الدمى يقول بدوي: «هذه الفكرة تحفز الأطفال على التعامل مع الدمى ومحاورتها بشكل ذكي، يفتح لهم أفقاً عالياً من الخيال ويبسط لهم الحياة أكثر».
يذكر أن المهرجان مستمر في دمشق حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري.