#وزارة_الثقافة #مديرية_المسارح_والموسبقا تقيم #مهرجان_مسرح_الطفل لعام 2024 اعتبارا من 12-1-2024
#دمشق مسرحية (أخوة الجنون) بمناسبة يوم المسرح العربي على خشبة #مسرح_الحمراء
إعلان عن مسابقة النصوص المسرحية – الدورة الرابعة
#وزارة_الثقافة #مديرية_المسارح_والموسيقا احتفالاً بيوم الجاز العالمي تقدم Brass Temper 30نيسان على مسرح الحمراء ، الساعة السابعة مساءً
د نبيل الحفار

د نبيل الحفار


على كتف قاسيون وفي منطقة المهاجرين في دمشق، يجلس نبيل الحفّار على طاولته المعتادة في نادي الصحافيين ويترك ذاكرته تتداعى أمام آلة التسجيل: «هنا أمضيت سنوات عديدة من حياتي، أنجزت خلالها الكثير من الترجمات والأبحاث» يقول. في سوق البزورية الدمشقي، نسج الحفار جزءاً من مخيلته حيث كان والده من كبار تجّار السوق هناك. لكن شغفه كان في مكان آخر. داعب الفضول خيال الطفل عندما كان في الحادية عشرة من عمره ودفعه إلى اكتشاف أول فرجة مسرحية متمثلة في حكواتي المقاهي الدمشقية. أغرم بعدها بمتابعة عروض فرقة «المسرح الحرّ» الذي كان يديرها الراحل عبد اللطيف فتحي على خشبة سينما «عائدة» قبل أن تُهدم ويقام مكانها بناء حكومي: «في السهرات المسرحية التي كانت تقدمها مساء كل خميس، كانت سينما «عائدة» تشبه كثيراً أعمال الـ«كوميدي فرانسيز» اليوم». في ذلك الوقت، كان يصطحب والد الحفّار زوجته وأبناءه الثمانية لمتابعة العروض كل مساء خميس. ومن طريق شقيقته الكبرى، أدمن نبيل الحفار القراءة ومطالعة الكتب والمجلات. تأثر كثيراً بأساتذته في المدرسة الذين أدوا دوراً كبيراً في تحفيز فضوله وحبّه للمعرفة. إتقانه للغة الإنكليزية شجّعه على متابعة دراستها في جامعة دمشق قبل أن يغادر بغية إكمال الدراسة «بعد الانفصال بين سوريا ومصر، وصعود التيارات السياسية، قررت مع مجموعة من الأصدقاء مغادرة سوريا، ومتابعة دراستنا في الخارج». وفي انتظار الأوراق المطلوبة للسفر، راح يدرس في قسم اللغة الإنكليزية، ثم تحوّل إلى الفلسفة. تأثر بالمفكر أنطوان مقدسي، وحضر جميع دروسه ومحاضراته... وبعد سنوات عدة، سيتحول هذا الإعجاب إلى صداقة حميمة.
وصل الحفار إلى ألمانيا أخيراً، حيث قضى عاماً كاملاً في دراسة لغة غوته، إلا أنّ اتصالاً من والده أجبره على العودة إلى دمشق، للتقدم إلى بعثة لدراسة السينما أو الأدب الألماني على حساب وزارة التعليم العالي «نجحت في المسابقة، لكن لغتي الألمانية والإنكليزية الجيدة، فرضت عليّ دراسة الأدب الألماني بعكس رغبتي في دراسة السينما، حسب ما قررته لجنة الامتحان». وصل الحفار إلى مدينة لايبزغ في ألمانيا الشرقية، لمتابعة دراسة الأدب الألماني في «جامعة كارل ماركس» (جامعة «لايبزغ» اليوم). تنبه أساتذة الجامعة إلى اهتمام طالبهم الشديد بالمسرح، فرشحوه لدخول التطبيق العملي أثناء فترة العطل للعمل مع مخرجين ألمان كبار، ومتابعة أعمالهم، «كنت أقضي فترة الصيف كلها متنقلاً في المسارح والمدن الألمانية، أحضر وأتدرب وأسجل ملاحظاتي».
بعد إنهاء دراسة الأدب الألماني، سكنت قلب الطالب المغامر الرغبة في دراسة المسرح الذي تحوّل إلى موضوع شهادة الماجستير التي أنجزها لاحقاً. انتسب إلى معهد الأدب في مدينة لايبزغ، وتعلم على أيدي أهم أساتذة المسرح في ألمانيا مثل أروين بسكاتور (1893ـــ 1966) قبل أن يتأثّر بحركة المسرح الوثائقي وبما أنتجه المسرحي الألماني بيتر فايس (1916 ـــ 1982) حتى ترجم له نصوصاً مسرحية لاحقاً. أنجز رسالة الماجستير عن «المسرح الوثائقي الأوروبي» مستفيداً من إتقانه للغتين السويدية والفنلندية «ولعي بتعلم اللغات ساعدني في القراءة والاطلاع على جميع ما كتب تقريباً من نتاج المسرح الوثائقي في أوروبا». قدمت له وزارة الثقافة الألمانية منحة لمواصلة دراسته عن المسرح الوثائقي، ليكون موضوعاً لشهادة الدكتوراه التي تكفلت بجميع مصاريفها «للأسف، رفضت السفارة السورية في برلين السماح لي بتمديد الإقامة، وأخبرني القنصل بالجملة الآتية: لقد استمرأت الإقامة في ألمانيا، عليك العودة إلى الوطن سريعاً». على أثر هذه الرفض، عاد مرغماً إلى بلاده، لتأدية الخدمة العسكرية. بعدها سافر برفقة زوجته الفنلندية الأولى إلى بلادها، لينجز هناك رسالة الدكتوراه التي لم تسجل باسمه بسبب الشروط الخاصة بالجامعة، ثم أزفت ساعة العودة إلى سوريا لإنجاز الكثير من المشاريع المؤجلة. هنا، أصدر مع الراحل سعد الله ونوس مجلة «الحياة المسرحية». وفي مطلع ثمانينيات القرن الماضي، جمعته علاقة صداقة مع الراحل فواز الساجر، وتشاركا مع ونوس في بعض عروض المسرح التجريبي. وعمل الحفار ضمن الهيئة التعليمية لـ«المعهد العالي للفنون المسرحية» في دمشق، فأدى دوراً كبيراً في تأسيس ووضع مناهج قسم النقد، وعمل على تقديم ترجمات متتالية لنصوص مسرحية ودراسات نظرية عن لغات مختلفة. طبعاً، تمكن المسرحي السوري من العودة إلى ألمانيا ومناقشة رسالة الدكتوراه مجدداً. سياسياً، وجد نفسه في «حركة التحرر العربية» التي لقيت حضوراً طيباً لدى الشارع: «لكنّ الحركة تلقّت ضربة موجعة عام 1985، ظهرت آثارها بداية على الحركة الثقافية التي ما زالت تنحدر حتى اليوم، نتيجة رفع الدعم المقدَّم من الحكومات العربية، وارتفاع نسبة التضييق الرقابي». في تلك الفترة، عمل الحفّار على ترجمة مسرحية «مؤتمر غاسلي الأدمغة» للألماني برتولد بريخت، وقدمها لوزارة الثقافة، وتعاون مع فواز الساجر على تحويلها إلى عرض مسرحي، لكنّ الرقابة كانت في المرصاد؛ إذ منع تقديم العرض، وسحبت الترجمة من التداول والأسواق.
في تقويمه اليوم لمجمل النشاط المسرحي، ولما يقدمه المعهد المسرحي الذي عمل فيه مدرساً لسنوات طويلة، لا يبدو الحفار متفائلاً، فـ«للأسف، تحوّل المعهد المسرحي اليوم إلى جسر للعبور نحو نجومية الدراما التلفزيونية». حتى اليوم، ما زال البحث الأكاديمي السوري مؤمناً بالفكر اليساري الذي اكتسبه وآمن به من قراءاته حتى قبل سفره ودراسته في ألمانيا الاشتراكية «في شبابي، تأثرت كثيراً بفكر وكتابات العلامة سلامة موسى لأنّني أعتبره أهم من أثّر في نشأتي الفكرية. كذلك قرأت الكثير من أعلام الكتب الماركسية بلغتها الأساسية». بعد تقاعده من التدريس في المعهد المسرحي، عمل في «الموسوعة العربية» بصفته عضواً في هيئتها الاستشارية. وفي عام 2005، شغل منصب رئيس مكتب اللغات والآداب الأجنبية في الموسوعة، حتى نهاية عمله الذي توِّج بتقديم 24 مجلداً إلى القارئ العربي. يتفرغ الحفار اليوم للترجمة بشكل كامل، وقد أنجز نحو عشر روايات «عندما تترجم، عليك أن تبقي ذهنك متيقظاً وواعياً لكل مفردة وللمعنى بين الأسطر. ليست العملية كناية عن نقل من لغة إلى أخرى، بل هناك واجب ثقافي ومعرفي كبير جداً. الترجمة هي عملية نقل من ثقافة إلى ثقافة».
يتابع الأكاديمي السوري الأحداث الدموية التي تعصف ببلاده اليوم، ويراقب عن كثب تداعياتها السياسية والإقليمية والاقتصادية، تسأله عن المستقبل، فيجيبك والغصة تملأ صوته: «أتمنى لسوريا مستقبلاً خالياً من الدم والقتل على الإطلاق».

" انس زرزر - جريدة الأخبار "3 ايلول 2013

===================

الولادة في حي الشاغور الدمشقي العريقعام 1945

1968
حصل على شهادة في الأدب الألماني من «جامعة كارل ماركس» في مدينة لايبزغ

1976
أسّس مع الراحل سعد الله ونوس
مجلة «الحياة المسرحية»

2002
تقاعد من التدريس في
«المعهد العالي للفنون المسرحية»
في دمشق حيث ظلّ منذ عام 1983
وتفرّغ بشكل كامل للترجمة

2012
أنجز ترجمة كاملة لكتاب
«حكايات الأخوين غريم» التي
يتوقّع صدورها قريباً